
بقيع الغرقد
للهِ أنْـتَ إمــــــــــــــــــــــامُ حَـقٍّ مــــاجِـــــــــــدُ *** تَـفْـنَـى الـدهُـورُ ونَــبْـعُ ذِكــــــــرِكَ خـالِـدُ
للهِ أَنْـتَ وَرِيْـــــــــــــــثُ مَـدْرَسَــةٍ بــــــــــهــا *** شَـعَّـتْ عـلـى أفــقِ الـسَـمــــــــاءِ فَـرَاقِـدُ
للهِ أنْـتَ حَـلِـيْـــــــــــــــــفُ غُـرِّ خَـــلائـــــــــقٍ *** نَـسَـلَـتْـكَ مـنْ وحــي الـضـيـاءِ أمـاجـدُ
وفـقـاهـةٌ شَـأَتِ الـذيـــــــن تـفـــقّــهــــــــوا *** إذ زقَّـهـا لـك مــن عـــــــــــــــــــــــــــــلـيٍّ رافـدُ
وعـبـادةٌ عَـلَـــــــــويَّـةُ الـمـعـــــنـــى فـــــــــلا *** يَـعْـلـو سَـمَـــــــــــــــــــــــاهَـا نـاسِـكٌ أو زاهـدُ
إلا أبـاكَ وجـــــدَّك الـسَّــــــــاقـــي غـــــــــداً *** عـذبـاً يُـكـــــوثِـرُهُ الـرحـيــــــــــــــــقُ الـبـاردُ
وبـطـولـةٌ قـد أفـرَزَتْـهـا كـــــــــــــــــــربـــــــلا *** لـكَ يـسـتـطـيـرُ حـمـاسُـهـا الـمُـتــصـاعِـدُ
مَـنْ غـيـرُ شـخـصِـكَ بـعـدَ مـقـتـلِ جَـوهَـرِ الــتـوحـيـــــــــــــــــدِ لـلـركـبِ الـمُـقـدَّسِ قـائـدُ؟
يـا سـيِّـداً لـلـســـــــــــــــاجـديــنَ عـبـــــــادةً *** لله لا يـدنــو مــقــــــــــــــــــــــــــــــامَـكَ سـاجـدُ
أقِـلِ ارتـبـاكَ الـقــولِ مـنِّــي واصـــــــفـاً *** لـك سـيـــــــــــــــــــرةً أحـنـى إلــيـهـا الـسـاردُ
عَـبِـقَـتْ بـذكـرِ الله مُـنــــــــذُ بُـزوغــــــهـا *** وإلـى رحـيـــــــــــــــــــلِـكَ مـنـهــجٌ لـك راشِـدُ
هـذا لأنّـكَ نـسـلُ خـيـــــــرِ الـخـلــــــقِ لا *** أحـدٌ يُـدانـي فـضـلَـهـم ويُـــبــــــــــــــــــــــــاعِـدُ
مـن مـعـشـرٍ بِـهِـمُ الـكِـتـابُ تـزيّــــــنــتْ *** آيــــــــــــــاتُـهُ فـكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأنَّـهـنَّ قـلائـدُ
فـتـربَّـعـوا عـرشَ الـفـخـارِ وهـلـهـلــتْ *** بـثـنـــــــــــــــــــائِـهـم سُـوَرٌ هـنـا وقـصــــــــــــائـدُ
مـولاي يـا مـن لـلـصـحـيـــفـةِ مُـنـشِــئٌ *** فـيـهـا مـن الـدرِّ الـيـتـيــــــــــــمِ نـضـــــــــــــائـدُ
نـسـجٌ سـمـاويُّ الـبـيــــــــانِ تـحـشَّــدتْ *** مـن غـامـــــــــــــــــــضـاتِ الـسـرِّ فـيـه فـرائـدُ
أحْـيَـتْ قُـلـوبَ الـعـارِفـيــــــــــــن كــأنَّـهـا *** مـعـمـورةً بـالـــــــــــــــــــــــــــذاكـريـنَ مـسـاجـدُ
ذاك الـزَّبُـورُ زَبُـورُ آلِ مـــــــــــــــــــــــحــمّـدٍ *** تُـجـلـى بـه لـلـمُـسـلـــــــــــــــــــــــــــمـيـن عـقـائـدُ
ورسـالـةٌ فـيـهـا الـحـقـوق تـجـسّــدتْ *** قِـيَـمـاً تـعــــــــــــــــــــــــــــــالـى شـأنُـهـا والـعـاقِـدُ
الـكُـلُّ يـهـوي دونَ نـجـمِـكَ خـيـبــــــــةً *** فـالـمَـجْـدُ طـارفــــــــــــــــــــــــــــهُ لـكـمْ والـتَـالِـدُ
بَـهَـرَتْ مـواثـيـقَ الـحُـقـوقِ بـنـظــمِـهـا *** إذ لـمْ يَـفُـتْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـا واردٌ أو شـارِدُ
بـدءاً بـحـقّ الله وهـو عـمـــــــــــــــــادُهـا *** فـبِـهِ يُـمـازُ مـن الـصـحـيــــــــــــــــحِ الـفـاسـدُ
دلّـت عـلـى أنَّ الـشـريـــــــــــــعـةَ واسـعٌ *** مـيـدانُـهـا ولـهـا تـكـونُ مـقـــــــــــــــــــــــــــــاصِـدُ
وبـأنَّـكُـم خُــــــــــــــــــــــزَّانُ عـلـمِ اللهِ قـد *** ظـهـرتْ لـكـمْ لـلـعـالَـمـيـــــــــــــــــــــــنَ شـواهـدُ
وبـأنـكـم لـلـفـــــــوزِ فـي الـدنـيـا وفـي *** الأخـرى سـفـيـنٌ لـلـهــــــــــــــــــــــــــــــدايـةِ رائـدُ
وبـأنّـكم لـلـديــــــــــــــــــــــــــنِ خـيـرُ أئـمـةٍ *** سـيّـانَ مـنـكـمْ قــــــــــــــــــــــــــــــــــــائـمٌ أو قـاعـدُ
د. وسـام حـسـيـن جـاسـم الـعـبـيـدي