
بقيع الغرقد
ولد الإمام جعفر بن محمد(عليهما السلام) سنة 83هـ في 17ربيع الأول في المدينة المنورة. والده: الإمام الخامس من أئمة الهدى محمد الباقر(عليه السلام) ووالدته: فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وتكنى«أم فروة». يلقب بـ (الصادق، الفاضل, الطاهر، الكافل، الصابر) وكنيته: أبو عبدالله، أبو اسماعيل، أبو موسى.. من ملوك عصره: إبراهيم بن الوليد ـ ومروان الحمار آخر ملوك بني أمية, كما عاصر ملوك الدولة العباسية كالسفاح والمنصور الدوانيقي. إمامته: استلم مهام الإمامة العظمى سنة 17هـ و له من العمر 34سنة. أما فضائله: وهي كثيرة منها بالسند المتصل الى النبي(صلى الله عليه وآله) أنه قال: (إذا وُلد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإنه سيكون في ولده سميٌّ له، يدّعي الإمامة بغير حقها ويسمى كذاباً) مكانته: لقد كان(عليه السلام) له من الفضل بمكان يشهد له العدو والصديق, إلتف حوله كافة العلماء والفقهاء والقراء كلهم كانوا يجلسون تحت منبر درسه وينهلون من رحيق أنفاسه علماً وأدباً وحكمة، فكان أعلم الأمة في زمانه بلا منافس.عمره: 65 سنة. استشهاده: استشهد(عليه السلام) متأثراً بسم دسه اليه المنصور العباسي ودفن في البقيع قرب قبور آبائه. زوجاته: فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين الشهيد(عليه السلام) وحميدة البربرية وهي أم الإمام الكاظم(عليه السلام). أولاده: كان للإمام الصادق(عليه السلام) عشرة أولاد، إسماعيل ا وهو أكبر أولاده والإمام الكاظم(عليه السلام)، عبدالله، العباس، علي، اسحاق، محمد، فاطمة الكبرى، أم فروة، أسماء. وبعد حياة ملؤها المعاجز والعلم والتربية والجهاد الفذ في الحقل الثقافي والإجتماعي، وبعد برامج الإمام الصادق(عليه السلام) الإصلاحية والتغييرية، ها هو ذا الإمام في المقطع الأخير من حياته الحافلة بالمآثر والمآسي يودعنا على أمل المضي على نهجه في مقارعة الظالمين بأسلوب يتلاءم والعصر، والسير على خطاه في إصلاح المجتمع ورعاية أفراده.لقد عرف المنصور أن أفضل طريقة للخلاص من الإمام الصادق(عليه السلام) هي دس السم إليه عبر الوكلاء على طريقة معاوية بن أبي سفيان، فقام محمد بن سليمان والي المدينة بدس السمِّ للإمام الصادق(عليه السلام) في الخامس والعشرين من شهر شوال المعظم عام 148هـ فمضى أبو عبدالله(عليه السلام) ضحية المجرمين، وتم تشييع جثمانه المبارك ودفن في البقيع. وهكذا أفل نجم من نجوم آل محمد(صلى الله عليه وآله) وأسدل الستار على نور من أنوارهم الباهرة ليقوم مقامه نجم آخر ونور ثاني.